إعداد: محمد جمال علي
يمثل هذا الكتاب دراسة جادة حول علماء الأزهر وممارساتهم الاجتماعية والسياسية بين عامي 1961 و 1992، حيث يتناول تأثير قانون تنظيم الأزهر الذي أُقرَّ عام 1961 وما تضمنه من إدخال للمعارف والعلوم الحديثة للجامعة الأزهرية وتنظيم إداري للمؤسسة على تكوين الشخصية الأزهرية، وكذلك على تكوين المؤسسة وتحولاتها وطبيعة موقعها في الدولة المصرية.
وتُعد النتائج التي استخلصتها الباحثة في هذا الكتاب ذات أهمية كبيرة، قد تسهم في إنضاج النقاشات التي تثور في مصر بين حين وآخر حول إعادة تنظيم الأزهر والتعليم الأزهري، وما تضمنته هذه النقاشات من توجيه الاتهام للتعليم الأزهري بنشر الأفكار المتطرفة، حيث تستفيض الدراسة في تحليل تطور التعليم الأزهري والشخصية الأزهرية والتعليم الشرعي للأزاهرة منذ إصلاحات ١٩٦١ التي أدخلت المعارف الحديثة للتعليم الأزهري وأضعفت من مستوى التعليم الشرعي، وأدوار هذا التطور في تكوين العقلية الأزهرية، كما يقدم الكتاب تحليلًا لسلطة المؤسسة الأزهرية في المجال الفكري والرقابي، إلى جانب أنشطة علمائه في المجال العام، وهو في الجملة يُقدم إسهامًا جديرًا بالاهتمام والعناية من قبل المهتمين بالشأن الديني والمؤسسات الدينية في مصر والعالم الإسلامي.
Leave A Comment