إعداد: دعاء رجب

عند التعرض لصدمات مجتمعية كبرى كالحروب وفشل الثورات وما يتبعها من نتائج، قد يخسر الإنسان الكثير من الحقوق والحريات ويلحقه الكثير من الأضرار المادية، وعلى الجانب المعنوي خاصة فقد يتعرض لما هو أكبر، حيث يفقد المعنى والقيمة الحياتية بسبب المعاناة، وهذا ما عبر عنه المتخصصون من علماء النفس بـ “الإحباط الوجودي”، ورغم أن هذه الحالة من فقدان المعنى غير حتمية في الصدمات المجتمعية، لكنها محتملة بدرجة كبيرة إذا كانت الصدمة شديدة بالحد الذي يجعل الشخص يخسر توازنه النفسي.

تحاول هذه الدراسة تناول فكرة “الإحباط الوجودي” وما يتعلق به، وكيف ينشأ نتيجة لمعاناة أو صدمة مجتمعية، وتمثلاته المختلفة لاسيما في “الاكتئاب الوجودي” نتيجة فقدان ما يُعرف بـ “المعنى” حيث يصير الإنسان عدوًا لنفسه، كما تحاول إمعان النظر في الظواهر النفسية المنتشرة بعد فشل ثورات الربيع العربي، وتمثلات فقدان المعنى في صورة اغتراب الشباب العربي عن ذاته وفي ذاته فيما ظهر من شعورهم بحالة اللانتماء وتناقض أفكارهم مع سلوكياتهم وتنافرها، فضلًا عن ظواهر ضعف الاندماج المجتمعي، فيما حاول البعض الهروب من كل ذلك وإنهاء آلامه عن طريق الإلحاد أو الانتحار أو غير ذلك من الشذوذات الاجتماعية.

وفي سبيل ذلك تحاول هذه الدراسة أن تعرض لهذه المفاهيم (الاغتراب/ الانتحار/ الإلحاد) وسياقاتها في العالم العربي من وجهة نظر نفسية، وكيف ارتبطت تلك الظواهر بحالة الإحباط أو الاكتئاب الوجودي الناتج عن الصدمة المجتمعية التي خلفها فشل ثورات الربيع العربي.

حمل الدراسة