العبودية الحديثة

إعداد: زليفة زينب بكير

ترجمة: غادة وافي

مراجعة: ماشتة أونالمش

يمكن تعريف العبودية نظريًا بأنها الوضع الذي يمتلك فيه الإنسان إنسانًا آخر غيره، ويحرمه من حق الحرية الذي هو حقٌ لازم لجميع البشر. وفي تعريفات أخرى، تعرف العبودية بأنها عملية امتلاك الإنسان المستأثر بالموارد الاقتصادية مثل الأرض والحيوان وبالقوى البشرية العاملة التي يحتاجها للقيام بمهمات تتجاوز قدراته. وقد استمرت العبودية منذ فترة طويلة من التاريخ وحتى الآن، فقد كان العبيد جزءًا من الحياة الاقتصادية وجزءًا لا يتجزأ من المجتمع عند الكثير من الشعوب القديمة. وعندما نتجه بالحديث إلى العالم المعاصر في القرن الحادي والعشرين، نجد أن مفهومَيّ “العبودية” و”العبيد”، اللّذَيْن من المفترض أن يكونا قد دُفنا في أعماق التاريخ، لا يزالان موجودَيْن، ولكن بأشكال مختلفة. فعلى مر العصور كانت هناك محاولات عدة للقضاء على نظام العبودية المذكور في الكثير من المعتقدات والنظم السياسية القديمة، وذلك من خلال عدد من السياسات القانونية والإدارية والدينية، ولكن على الرغم من ذلك فقد استمرت العبودية حتى يومنا هذا آخذة أشكالًا متنوعة، مثل: حاجة الغرب إلى العمالة الرخيصة، ووضع عرقٍ معين في مرتبة أقل من غيره، وأحيانًا تتجلى العبودية من خلال المافيا والممارسات الاقتصادية غير الرسمية. وما زالت “العبودية الحديثة” التي تعتمد غالبًا على العجز الاقتصادي مستمرة من خلال المنظمات السرية والأنظمة الاجتماعية غير الإنسانية والممارسات الاقتصادية القاسية.
تتناول الدراسة ظاهرة العبودية بمفهومها الحديث المعاصر، والتي تختلف عن العبودية التقليدية بالطبع، وتتعدد طرق تطبيقها الكثيرة في يومنا هذا؛ فهي تتمثل في الاستعباد بسبب الدين، أو الإجبار على العمل، أو التزويج بالإكراه، أو قيام العائلة أو الزوج أو عائلته بتداول المرأة ونقلها مقابل المال أو ضمن طقوس وعادات مختلفة، أو استغلال الأطفال واستخدامهم كمادة للبيع والشراء. ويشير مفهوم العبودية الحديثة كذلك إلى كل نماذج الاستعباد وتطبيقاته الحديثة، مثل: الاتجار بالبشر، والاتجار بالنساء خاصةً لاستغلالهن جنسيًا، والإجبار على العمل، والأنشطة الاستعمارية المتعلقة بالعنصرية، فكل ذلك مما يتضمنه مفهوم العبودية الحديثة.
تحاول الدراسة أيضًا توضيح الفارق بين العبودية الحديثة والعبودية التقليدية، وكيف تطورت العبودية بمفهومها وأشكالها في القرن الحادي والعشرين، وتتناول أيضًا المؤشرات الرئيسة للعبودية الحديثة في عالمنا اليوم، والإحصائيات المتعلقة بها، والأساليب المتبعة لمكافحة العبودية الحديثة بجميع أشكالها، وكذا تفيد الدراسة بتوصيات قد تكون أكثر فعالية للقضاء عليها.