إعداد: بيير بريشون 

ترجمة: نجم الدين محمود 

وقَّعت ١٢ دولة أوروبية في فبراير ١٩٩٢ على معاهدة ماستريخت المؤسِسة للاتحاد الأوروبي، ومع دخول هذه المعاهدة حيز التنفيذ في مطلع نوفمبر ١٩٩٣، انتهى آخر فصل من فصول مساعي الدول الأوروبية للاتحاد بعد عقود من الحروب والعداوة، لم تكن معاهدة ماستريخت الأولى من نوعها كمحاولة للم شمل أعداء الأمس، بل تعود أول محاولة إلى عام 1951 عندما اتفقت ست دول – هي فرنسا وألمانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا وإيطاليا – على تشكيل المجموعة الأوروبية للفحم والصلب التي ستشكل فيما بعد نواة المجموعة الاقتصادية الأوروبية ومن ثم الاتحاد الأوروبي.

تعاقبت الدول الأوروبية على الانضمام في الاتحاد الأوروبي حتى بلغ عدد المنضمين ٢٧ دولة بعد انضمام كرواتيا عام ٢٠١٣ وخروج المملكة المتحدة رسميًا في مطلع عام ٢٠٢٠، وعلى الرغم من اتحاد العملة، وإلغاء قيود السفر بين بلدان الاتحاد، حافظت كل دولة من دول الاتحاد على عاداتها وثقافتها المميزين، وباتت الثقافة الوطنية تحدد قيم كل شعب وتميزه عن جيرانه من الشعوب الأوروبية الأخرى، ومن أبرز هذه القيم – والتي برزت بشكل كبير مع أزمة فيروس كورونا المستجد – قيمة التضامن مع الآخرين أو ازدياد النزعة الفردانية والانكفاء على المصالح الشخصية، حيث تتباين الدول الأوروبية في مؤشرات الفردانية والتضامن بشكل كبير؛ مما جعل بعض الاستطلاعات تشير إلى أن الصرح الأوروبي لم يستطع بالفعل أن يقلل من الاختلافات القيمية بين بلدانه في السنوات الأربعين الماضية.

يحاول هذا التقرير تقديم جواب عن سؤال: “هل سيظهر الأوروبيون – في ظل أزمة فيروس كورونا على وجه الخصوص – بصورة أكثر تضامنية مع الأخرين أم أكثر فردانية وتركيزًا على مصالحهم الشخصية؟” وذلك من خلال عرض نتائج استطلاعات الرأي التي أُجريت على مدار السنوات الماضية لقياس الاختلافات القيمية بين الدول الأوروبية.

مترجم عن اللغة الفرنسية

حمل الدراسة كاملة