إعداد: إيمان الفخراني

يعاني اللوبي العربي العديد من المشكلات التي أثرت بالسلب على مهامه، وعملت على تحجيم دوره داخل البيئة السياسية الأمريكية، يأتي على رأس تلك المشكلات: عدم تماسك أعضاء الجالية العربية الأمريكية، حيث عمل التعدد والاختلاف العرقي للجماعات العربية الأمريكية على ألا يكون هناك توجه سياسي موحد يجمع هذه الأعراق على تعددها وتباينها.

وكان لتصادم المصالح القومية بين العرب وإسرائيل -التي تساندها الجماعات الصهيونية الأمريكية- أثر على تحجيم نفوذ اللوبي العربي أيضًا، فعملت الجماعات الصهيونية على تجفيف المنابع التي قد يحصل اللوبي العربي منها على أي مصدر لقوته، فاستغلت قربها من الرؤساء الأمريكيين، والنخب السياسية، والمؤسسات الإعلامية، في صياغة إستراتيجية تستفيد من خلالها دائمًا دولة إسرائيل، كما سعت لبناء صورة ذهنية سلبية للعرب بداخل العقول الأمريكية، عن الطرق التي يمارس من خلالها العرب التأثير على صانعي السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.

وابتعد العرب عن التواصل مع الرؤساء الأمريكيين، متجنبين الطرق التي من خلالها يستطيع اللوبي العربي تكوين قواعد تأثيرية كبيرة، مثل: الكونجرس الأمريكي، والمؤسسات السياسية الأمريكية، والشعب الأمريكي، وغاب التنسيق بين الدول العربية والمنظمات العربية الأمريكية، الذي قد تستطيع الدول العربية عن طريقه كسب تعاطف الجالية العربية الأمريكية مع القضايا العربية، بل وكسب تعاطف الشعب الأمريكي أيضًا؛ فهذه المنظمات -وعلى رأسها الرابطة القومية للعرب الأمريكيين- قد تستطيع استغلال كونها مسجلة رسميًّا كلوبي في الكونجرس الأمريكي؛ لتحقق المزيد من المكاسب لصالح القضايا العربية.

اجتمعت هذه المشكلات مع بعضها بعضًا لتعيق عمل اللوبي العربي وتأثيره؛ ما أدى في النهاية إلى التقليل من نشاطه بداخل الولايات المتحدة الأمريكية، ومن هنا تأتي هذه الدراسة للوقوف على تلك المشكلات التي تعيق عمل اللوبي العربي، وبيان أثرها على القوة التأثيرية له.

حمل الدراسة