إعداد: سلوى أحمد وياسمين محمود
أفضى وصول الرئيس الصيني «شي جين بينغ» إلى سدة الحكم في 2013 وإطلاقه مبادرة الحزام والطريق رسميًّا في عام 2015 إلى تحول تدريجي في مكانة الصين العالمية؛ فمنذ ذلك الوقت سعت الصين لتعزيز علاقاتها مع الدول في مختلف مناطق العالم النامي.
ولأهمية تلك المسألة أصدرت مؤسسة راند تقريرًا حمل عنوان “في فجر الحزام والطريق: الصين في العالم النامي” عام 2018؛ بهدف دراسة مظاهر انخراط بكين مع الدول في مناطق العالم النامي التي قسمها التقرير لسبع مناطق ورتبها وفقًا لأهميتها الإستراتيجية للصين في الفترة من 2000 إلى أواخر 2014. علاوةً على تحديد الدول المحورية والشراكات الإستراتيجية التي اهتمت بكين بتعزيزها في كل منطقة من المناطق النامية السبع.
ولم تقتصر مظاهر انخراط بكين مع العالم النامي على المجال الاقتصادي فقط، بل أولت اهتمامًا كذلك للعلاقات السياسية والعسكرية تحقيقًا لمساعيها في النفوذ العالمي ومزاحمة الولايات المتحدة على مكانتها الدولية وفقًا للمبادرة التي شكلت رؤية الصين للسنوات المقبلة.
وبشكل عام، حاول التقرير الإجابة عن عدد من التساؤلات التي يمكن إجمالها فيما يلي:
1- ما العوامل التي دفعت الصين للاهتمام بدول العالم النامي؟
2- ما مظاهر تغلغل وتفاعل الصين مع مناطق العالم النامي سياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا ودبلوماسيًّا؟
3- كيف تشكل طموحات الصين المتأطرة في مبادرة الحزام والطريق تهديدات على المصالح الأمريكية في مختلف مناطق العالم النامي؟
4- ما المحاذير والإستراتيجيات التي ينبغي أن تأخذها الولايات المتحدة بعين الاعتبار فيما يتعلق بتطلعات الصين في العالم النامي؟
وقد توصل تقرير مؤسسة راند إلى أن العلاقة بين واشنطن وبكين لا يمكن وصفها بأنها صراعية أو تعاونية، وتنبأ بزيادة التنافس الإستراتيجي بين البلدين في عدد من المناطق خلال السنوات المقبلة.
واستنتج التقرير أن اهتمام الصين الرئيسي بدول العالم النامي ينصب على منطقة جنوب شرق آسيا؛ نظرًا لأهمية المنطقة في تحويل الطموحات الصينية إلى واقع ملموس، أما منطقة أوقيانوسيا فتقع في آخر اهتمامات بكين، مع التأكيد على أن الصين لن تسعى للوجود عسكريًّا في منطقتي الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية؛ لاهتمامها بتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية بالأساس، مع التحذير من اعتماد دول أمريكا اللاتينية المتنامي على الصين لما يعنيه من تهديد لواشنطن، وهو ما تحقق في الوقت الحالي في ظل إطلاق تحذيرات جراء انشغال واشنطن الحالي بعدة قضايا جعلتها تتغيب عن الوجود الفعال في دول أمريكا الجنوبية، وهو ما سمح للصين بلعب دور متنامٍ وزيادة اعتماد الدول اقتصاديًّا عليها.
Leave A Comment