إعداد: أمين أمين

ترجمة: إسراء محمد

مراجعة الترجمة: د. أسماء مكاوي

من أصعب المواقف التي يمكن أن يواجهها الإنسان هي الهجرة من المكان الذي يعيش فيه واللجوء إلى بلد أجنبي، ولكن قد يضطر الكثيرون إلى ذلك نتيجة للحروب والمشاكل السياسية والاقتصادية والبطالة وغير ذلك مما يحول دون الإقامة المستقرة على أرض الوطن، حتى أصبح اليوم أكثر من 243 مليون شخص حول العالم يعيشون في بلدان أجنبية، أي 3.3% تقريبًا من إجمالي سكان العالم، منهم 20 مليون لاجئ!

وقد شهدت منطقة البلقان في السبعينيات هجرات كثيفة نتيجة للضغوطات التي مارستها جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الديمقراطية على المسلمين؛ إذ كانت من أكثر الأنظمة صرامة وعزلة في ذلك الوقت. وفي التسعينيات، تسببت الاضطرابات السياسية والاقتصادية في هجرة ملايين البشر، فاضطر أكثر من 6 ملايين شخص إلى مغادرة منازلهم وبخاصة في البوسنة وكوسوفو نتيجة للحروب التي اندلعت وقت تفكك يوغوسلافيا، ثم تبعتها عمليات هجرات كثيرة ولكن على فترات متباعدة نتيجة للمشاكل الاقتصادية والسياسية التي عانى منها السكان.

ولا شك أن هجرة البشر من مكان لآخر لا تُحدِث تغييرًا في عدد السكان فقط، بل تُحدِث تأثيرات على المجتمع أيضًا، فمع بداية العمل يُحوِّل المهاجرون الأموال إلى ذويهم ليستخدموها في تلبية احتياجاتهم اليومية، وتعد هذه التحويلات من أهم مصادر الدخل لاقتصاديات الدول في العالم كله؛ حيث بلغت قيمة الأموال المحوَّلة في جميع أنحاء العالم عام 2005م حوالي 601 مليار دولار منهم 441 مليار دولار للبلدان النامية فقط؛ ما قد يساعد بعض الدول النامية في خفض معدلات الفقر، وفيما يتعلق بدول البلقان فقد بلغ إجمالي دخل العمال في الدول الست -موضوع الدراسة- حوالي 8.3 مليار دولار، وهذا الرقم يمثل 8.5% من إجمالي الناتج المحلي لاقتصاديات هذه الدول.

تتناول هذه الدراسة الهجرات التي جرت في دول البلقان (البوسنة والهرسك، والجبل الأسود، وكوسوفو، ومقدونيا، وصربيا)، وهي البلدان التي حصلت على استقلالها وقت تفكك يوغوسلافيا، كما تناقش الدراسة الآثار الاقتصادية والسياسية الناتجة عن هذه الهجرات.

وتتناول الدراسة أيضًا تفاصيل أكثر حول مهاجري البلقان وأحوالهم المختلفة إبان هجراتهم، فتوضح أن الغالبية العظمى في البداية كانت من الرجال ثم تبعتهم النساء في السنوات الأخيرة لذهابهن إلى ذويهن وأقاربهن بالخارج، كما أن معظم الرجال كانوا يعملون في قطاع البناء في حين عملت النساء في قطاع الخدمات. أما من ناحية التعليم، فمعظم المهاجرين حاصلون على تعليم إعدادي وثانوي في حين لا تتعدى نسبة خريجي الجامعات 10%.

حمل الدراسة