إعداد: زليفة زينب باقر

ترجمة: إسراء محمد

مراجعة: ماشتة أونالمش

“كان القرن السابع عشر عصر الرياضيات؛ والقرن الثامن عشر عصر العلوم الطبيعية، والقرن التاسع عشر عصر البيولوجيا، أما القرن العشرون فهو عصر الخوف”، هذه كلمات «ألبير كامو» واصفًا حال عصرنا الحالي، تُمثِّل كلماته تعبيرًا مختصرًا للفترة التي نعيشها الآن أكثر من كونها تعريفًا لها، فقد أوصلتنا الأزمات السياسية التي نعيشها، والظلم الاقتصادي، والانحطاط الاجتماعي، وتدمير القيم الأخلاقية، إلى عصر مختلف تمامًا، فأصبحنا نعيش في عالم يشهد فجوة ضخمة بين من يعانون الجوع والفقر، ومن ينفقون الملايين للتخلص من أوزانهم الزائدة، عالم تُدمَّر فيه أهم القيم الأخلاقية ويُسوَّق فيه لانعدام الأخلاق بصفته مناصرة للحق.

يحاول هذا التقرير توضيح كيف تتسبب بعض الوقائع في القضاء على أفق الطفل في المستقبل وآماله، كما يحاول التعبير عن مأساوية وضع الطفل الذي يعد من أهم مؤشرات تطور المجتمع في جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من أن وضع الطفل هو انعكاس لمدى صحة الحياة المجتمعية وتشكلها، فإنه ما زال يعاني من معاملات تندى لها الجبين، مثل: العنف، والاعتداء الجنسي، وسوء المعاملة في القرن الحادي والعشرين المُسمَّى بالعصر الحديث؛ ما يؤدي إلى تدمير نموه البدني والنفسي والعقلي والمعنوي، كما تتسبب الأحداث المخجلة التي يعايشونها قسرًا بأضرار جسيمة في نموهم البدني والروحي؛ ما يؤثر سلبًا على ديناميكية مستقبل المجتمع الذي يعيشون فيه.

وتناوُل هذه المشكلات على أنها مشكلات داخلية تهم المجتمع فقط يجعل من الصعب حلها؛ إذ يجب تناول قضايا العنف، والاستغلال، وتجنيد الأطفال في ساحات الحرب، من منظور عالمي. ومن الواضح أن الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال الأنقياء والضعفاء والعاجزون بطبيعتهم، لا يمكن حلها فقط -في سياق هذا التقرير- عن طريق التدابير القانونية والبوليسية، ولكن يجب تعزيز التعليم الاجتماعي، والمبادئ الأخلاقية، واتخاذ مجموعة واسعة من التدابير لحماية القيم الأسرية، ومنع الحروب والجوع والفقر. وباختصار، فإنه يجب زيادة التدابير القانونية، إلى جانب الاهتمام بتوعية المجتمعات وتقوية العلاقات؛ من أجل حماية الطفل بدنيًّا وروحيًّا واقتصاديًّا ومعنويًّا.

حمل الدراسة