إعداد: رياض دومازيتي

ترجمة: غادة وافي

مراجعة الترجمة: ماشتة أونالمش

ينعكس وضع الدولة ورؤيتها وأهدافها في العديد من بلدان العالم على النواحي المختلفة من أنظمتها، ويأتي النظام التعليمي على رأس الأنظمة التي تتأثر برؤية الدولة وأهدافها. وتعد المملكة العربية السعودية واحدة من هذه البلدان التي انعكس وضعها وأهدافها الاقتصادية والسياسية على نظامها التعليمي.

فالمملكة التي عملت على تطوير رؤية تقوم على الفكر الحنبلي والوهابي من الاقتصاد إلى الثقافة، قد انعكست رؤيتها هذه بطبيعة الحال على نظامها التعليمي. ومع زيادة الدخل الاقتصادي، خضعت المملكة لإصلاحات ومراجعات شاملة للنظام التعليمي لتثقيف سكانها وتكييفهم مع ظروف الحياة الحديثة في المناطق الحضرية والريفية على حد سواء.

لكنها واجهت في أثناء مرحلة التمدن والاندماج مع العالم أولوية زيادة عدد المدارس الحديثة في مقابل الحفاظ على مؤسسات التعليم الدينية التقليدية. وكذلك تصادمت حكومة السعودية في بعض الأحيان مع المجتمع في سبيل إنشاء المؤسسات التعليمية وتطوير المناهج الدراسية، وبخاصة مع العلماء الذين كانت لهم بعض الاعتراضات على هذه المرحلة بسبب دور التعليم الرئيس الذي يلعبه في حماية أو تغيير الهوية الوطنية والدينية. ومع ذلك، فقد عملت الدولة السعودية بشكل ممنهج على تحسين تعليمها وتغيير هيكل المناهج الدراسية.

تتناول هذه الدراسة بنية النظام التعليمي في المملكة العربية السعودية والمراحل التي اجتازتها في سبيل تطوير نظامها التعليمي بداية من الوضع في شبه الجزيرة العربية قبل قيام الدولة السعودية، وصولًا للوضع الحالي الذي ازدادت فيه استثمارات المملكة في التعليم، التي لم تقتصر على الاستثمار داخل البلاد، وإنما امتدت للعديد من البلدان الأخرى أيضًا؛ إذ تقدِّم المملكة فرصًا تعليمية للمواطنين السعوديين الذين يعيشون خارج البلاد وللأقليات المسلمة كذلك، ففي عام 2002 وحده، التحق أكثر من 5000 طالب بالمعاهد السعودية، كما افتُتحت العديد من المدارس بدعم أو بتمويل مباشر من المملكة العربية السعودية في بعض الدول الغربية مثل: النمسا وإنجلترا وألمانيا وروسيا وفرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى دول إسلامية مثل: تركيا وجيبوتي وإندونيسيا والمغرب وماليزيا وغيرهم.

كما تعرض الدراسة المراحل التعليمية المختلفة في المملكة العربية السعودية، وما مرت به من تغيرات مع عمليات التحديث، وتطرقت أيضًا إلى تعليم الفتيات في المملكة والجهود المبذولة في هذا الصدد.

حمل الدراسة