إعداد: رياض دومازيتي
ترجمة: نجم الدين محمود
مراجعة الترجمة: ماتشة أونالمش
تُعد إيران واحدة من الدول الأكثر نفوذًا في الشرق الأوسط، فقد زاد الدور الذي كانت تلعبه في البلدان العربية ذات النصيب الشيعي، مثل: لبنان وسوريا والعراق والسعودية واليمن، بعد سقوط نظام الشاه واندلاع الثورة الإسلامية، حتى أظهرت نفسها على أنها رمز للصحوة وحامية للإسلام، ولم يكن من الغريب اهتمام قادة الثورة بفلسطين، فقد تشكَّلت السياسات الإيرانية الفلسطينية على نحو من المصالح المشتركة وحول أسباب منطقية، ففي حين كانت تسعى فصائل المقاومة المسلحة في فلسطين للحصول على الدعم المادي واللوجيستي من إيران، كانت إيران بدورها تحاول تعزيز مكانتها في العالم الإسلامي من خلال فلسطين، حتى إنها عارضت اتفاقيتَي مدريد وأوسلو مخافة أن تبقى خارج المعادلة الفلسطينية.
ويمكننا تقسيم السياسات الإيرانية الفلسطينية إلى مرحلتين: مرحلة ما قبل الثورة، ومرحلة ما بعد الثورة، فقد كانت السياسات البراجماتية هي المحرك الوحيد لطهران في فترة الشاه الإيراني، فيما تغيرت هذه السياسات في ظل طبيعة النظام بعد الثورة، حيث أصبحت القضية الفلسطينية إحدى أهم قضايا النظام الإيراني.
وتعتمد السياسة الخارجية الإيرانية بشكل أساسي على الشيعة، وتصدير الثورة، والقومية، والعلاقات التنافسية مع إسرائيل؛ ولذلك فمن الصعب وضع طريقة لتعاملها مع القضية الفلسطينية في إطار واحد، إذ ينبغي تحديد العناصر البراجماتية والإستراتيجية والأيديولوجية بشكل منفصل وفق مسيرتها التاريخية.
تتناول هذه الدراسة العوامل المؤثرة على السياسات الإيرانية الفلسطينية، وكيف تغيرت سياسات طهران تجاه القضية الفلسطينية منذ عهد الشاه إلى ما بعد الربيع العربي، في مسيرة تاريخية تبيِّن تقلبات العلاقات بين البلدين، والدور الإيراني في دعم الفصائل في فلسطين، وعلى رأسها حركة حماس، ومنظمة التحرير الفلسطينية، والجهاد الإسلامي، وغيرها من فصائل المقاومة.
Leave A Comment