إعداد: أحمد فتحي عطية درويش

تدور الدراسة حول الكيفية التي يتعامل بها كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية في عدد من قضايا العالم العربي والإسلامي، فقد تتفق السياسات الأمريكية والأوروبية حول قضية معينة وتختلف في قضايا أخرى.

فمثلًا، يتفق كل منهما حول قضية الهجرة والعداء للمسلمين؛ حيث يرفض الجانبان استقبال مزيد من اللاجئين، وقد جاء هذا الاتفاق بعد وصول دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية خلفًا لباراك أوباما، وأيضًا مع تصاعد موجات اليمين المتطرف داخل عدد من الدول الأوروبية، فقد عمل الجانبان على تشديد الإجراءات والسياسات التي تنظم دخول المهاجرين إلى أراضيهما؛ خوفًا من زيادة أعداد المسلمين في الداخل، وذلك لتصاعد عنف الجماعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط.

كما اتفق الجانبان الأوروبي والأمريكي فيما يتعلق بالقضية اليمنية وموقفهما منها؛ حيث يرى الطرفان ضرورة إنهاء الحرب في اليمن حتى لا تئول الأمور لجماعة الحوثي التي قد تهدد حرية الملاحة في مضيق باب المندب أو تعطل إمدادات النفط لأوروبا.

على جانب آخر، اختلفت السياسات الأمريكية والأوروبية في قضايا أخرى من القضايا العربية والإسلامية كالقضية الفلسطينية؛ حيث رفضت الجماعة الأوروبية ما أعلنه ترامب بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإعلانها عاصمة لإسرائيل، ولا يمثل ذلك الرفض الأول من الجماعة الأوروبية، بل إن الاتحاد الأوروبي يتخذ دائمًا موقفًا يميل إلى الجانب الفلسطيني، إلى جانب اعتماد عمليات تسوية الصراع بين فلسطين وإسرائيل على المعونات والتمويل القادم من الجانب الأوروبي، وهو ما تفضله الولايات المتحدة الأمريكية؛ رغبة منها في أن تكون هي الفاعل الوحيد في مسارات التسوية.

كما اختلفت أيضًا السياسات الأمريكية والأوروبية بشأن الملف النووي الإيراني، فبينما انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي واتخذت خطوات تصعيدية تجاه الجانب الإيراني من فرض عقوبات اقتصادية وتضييق الخناق الاقتصادي على إيران، نجد الاتحاد الأوروبي -على العكس من ذلك- يدعو إلى الحوار، واستخدام الدبلوماسية الناعمة مع إيران، ويدعو الولايات المتحدة الأمريكية إلى احتواء إيران؛ خوفًا من حدوث توتر في الأوضاع داخل منطقة الخليج.

تتناول الدراسة نقاط التلاقي والاختلاف بين مواقف الجانبين الأوروبي والأمريكي في عدد من قضايا العالم العربي والإسلامي، وتقف على أهم هذه القضايا، وموقف كل جانب منها وأثر ذلك على الجانب الآخر.

حمل الدراسة