إعداد: كارميت بادان وآخرون

ترجمة: هشام مصطفى وسمر نجاح

تقديم ومراجعة: د. إلهام شمالي

ما من أزمة كَونية في عالمنا المعاصر استحوذت على اهتمام العلماء والباحثين من التخصصات والمجالات العلمية والإنسانية كافة كجائحة كورونا (كوفيد-19). ليس هذا فحسب، بل تعدَّت آليات العمل والتعايش في ظل الأزمة إلى البحث عن عالم ما بعد كورونا.

دولة إسرائيل كغيرها من الكيانات والدول بحثت عن حماية ما يقارب 9 ملايين نسمة يعيشون فيها، وقد أنتجت مراكزها البحثية ودوائر التفكير الإستراتيجي بها كثيرًا من الدراسات والمقالات التي تناولت بالبحث والتحليل أزمة كورونا والنظام السياسي في دولة إسرائيل.

مع بداية شهر مارس 2020م، انتشر فيروس كورونا في إسرائيل، وأُطلق عليه فيما بعد “الموجة الأولى”، وتوقعت إسرائيل انتشار الموجة الثانية في سبتمبر 2020م. وبالرغم من التوقعات، فقد عانت إسرائيل من الأزمات الصحية التي أعقبتها أزمات سياسية واقتصادية نتج عنها جميعًا خروج المجتمع الإسرائيلي غاضبًا على سياسات بنيامين نتنياهو في تظاهرات تُطالبه باتخاذ إجراءات تتناسب مع الوضع الذي يَمُر به المواطن الإسرائيلي على المستوى الاقتصادي. والأهم من ذلك، ضربت الموجة الثانية إسرائيل في يونيو 2020م، أي قبل الموعد المتوقَّع بثلاثة أشهر!

وهذا السبب الأخير هو ما دفع لكتابة هذه الورقة، لنقد ثلاث مقالات علمية صدرت عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي INSS. حملت الأولى عنوان: (جائحة كورونا: التحديات المنهجية التي تواجه إسرائيل)، ونُشرت في 20 مارس 2020م، وحملت الثانية عنوان: (الحملة على نطاق المنظومة لمكافحة جائحة كورونا في إسرائيل)، ونُشرت في 26 مارس 2020م. أما المقالة الأخيرة فحملت عنوان: (أزمة فيروس كورونا في إسرائيل.. عندما تتقابل الجائحة مع الأزمة السياسية)، ونُشرت بتاريخ 4 أبريل 2020م.

وحتى نتمكن من تقديم قراءة تحليلية نقدية لهذه المقالات كان لا بد من قراءة الواقع وتحديات النظام السياسي في دولة إسرائيل منذ بداية تفشي فيروس كورونا منذ مارس 2020م، وحتى 15 أغسطس 2020م، وهو ما تتناوله هذه الورقة.

حمل الدراسة