إعداد: محمود بركات
تبحث هذه الدراسة في الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي خلال جوائح الأمراض المعدية، مثل جائحة فيروس كورونا المستجد، وتأثيرها على الصحة العامة، ومجالات استغلالها في مكافحة الأمراض المعدية، وتحفيز السلوكيات الوقائية لأكثر من نصف سكان العالم الذين أصبحوا يستخدمون المنصات الاجتماعية بعد جائحة كورونا.
وتحاول الدراسة تفسير أسباب الزيادة الاستهلاك الكبيرة واستخدام منصات التواصل الاجتماعي منذ انتشار جائحة كورونا عالميًّا في مارس 2020م، وتحديد سلوكيات المستخدمين المتعلقة بقضايا الصحة العامة التي لوحظت خلال تلك الفترة، والسلوكيات الوقائية، والأخبار الزائفة، وطبيعة الأدوار التي لعبتها هذه الوسائل في تفشي الجائحة، والمساعدة على مقاومتها.
تبدأ الدراسة باستعراض الأهمية المتصاعدة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي خلال أزمة فيروس كورونا، عبر تقديم أحدث المؤشرات الدالَّة على نمو عدد المستخدمين عمومًا، ونمو استخدامها خصوصًا في المسائل المرتبطة بالصحة؛ نتيجة تدابير العزلة والإغلاق الاجتماعي، بالإضافة إلى طرق استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في رصد اتجاهات الجمهور لمواجهة الوباء المعلوماتي infodemic، والإحصاءات التي تثبت كثافة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مصدرًا رئيسًا وفوريًّا للأخبار والمعلومات المتعلقة بكورونا، وحجم الثقة فيها.
وتؤكد الدراسة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الإبلاغ عن الأمراض المعدية لأول مرة؛ وهو ما يساعد على رصدها، والتحذير المجتمعي منها قبل الإعلان الرسمي عنها.
ثم تتناول الدراسة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على مشاعر الخوف والغضب، المحفِّزة للسلوكيات الصحية الوقائية، وآليات استغلالها في مكافحة المجتمعات لانتشار فيروس كورونا.
وتتناول الدراسة أيضًا ظاهرة انتشار الأخبار المزيفة المتعلقة بكورونا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ودور المعلومات المضلِّلة في تسريع انتشار الوباء. ثم تقدم أحدث الدراسات في العلوم السلوكية والاجتماعية، التي استطاعت طرح عدد من الحلول، التي يمكن استخدامها لمكافحة المعلومات المضلِّلة على المستويين الفردي والجمعي.
وتستعرض أيضًا مجالات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الفردية والجماعية، في طلب وتقديم الأشكال المختلفة والمتنوعة من المساعدة والدعم، خلال أزمة فيروس كورونا، وأهم الأمثلة على ذلك، وآليات عملها.
وتقدم الدراسة عددًا من الدراسات والنماذج العلمية، التي تتناول مجالات استخدام تحاليل بيانات وسائل التواصل الاجتماعي؛ للتنبؤ بموجات تفشي فيروس كورونا قبل أيام وأسابيع من انفجارها؛ بهدف وضع تدابير احتواء فعالة في المكان والوقت السليمين، واستخدام تحاليل بيانات وسائل التواصل الاجتماعي في توقع التأثير الاقتصادي والمالي للأزمات الشبيهة بكورونا على الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وبينما ينتظر العالم لقاحًا لفيروس كورونا يمكنه إنهاء الأزمة، تنتهي الدراسة بتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على اللقاح والتطعيم، وحرب المعلومات المتوقعة في هذا الإطار، وأهمية الاستعداد لها قبل البدء في إنتاج اللقاح وتوزيعه، خصوصًا إذا كان التطعيم إلزاميًّا لشرائح معينة؛ مثل المسافرين دوليًّا، وطلاب المدارس.
Leave A Comment