إعداد: محمود مؤمن

يسعى كتاب (ما السلطة؟) الذي ألفه الفيلسوف متعدد الجنسيات (يحمل الجنسيات الكورية والسويسرية والألمانية) «بيونج تشول هان»، للبحث عن مفهوم أكثر مرونة للسلطة من خلال التوفيق بين عدة أفكار متباينة. إذ يحاول صياغة شكل أساسي للسلطة من خلال تعديل عناصرها البنيوية الداخلية التقليدية، وذلك بهدف الوصول لتجريد للسلطة في مفهوم ينفصل عما يخالطه من أمور تُصَعِّبُ فهم أشكال السلطة داخل المجتمع.

ويُمكن النظر إلى فلسفة «هان» باعتبارها امتدادًا لمدرسة فرانكفورت النقدية، إلَّا أن إنتاجه الفكري الفلسفي يتميز عن رواد هذه المدرسة بأنه لا يتخذ اتجاهًا أيديولوجيًّا خالصًا، بل يقدم وصفًا دقيقًا لطبيعة الواقع الراهن والتوقعات المستقبلية له، متحررًا من قيود الأيديولوجيا، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على أطروحاته.

يرى «هان» أن السلطة لا يجب أن تأخذ شكل الإكراه الإلزامي؛ فوجود إرادة تُعارِض صاحب السلطة وتقاومه ما هو إلا دليل على ضعف السلطة. فالسلطة مطلقة الفاعلية والرد الأنسب عليها هو الصمت. ولا تتشكل السلطة عبر تحييد إرادة الآخر، وإنما بخلق حالة من التماهي بين إرادة الخاضعين للسلطة وإرادة من يمتلكها، وجعلها إرادة واحدة: إرادة السلطة. وبهذا يختلف الفعل في شكله، بما يضمن استيعاب أفعال حاملي السلطة من قِبل الخاضعين بوصف هذه الأفعال بأنها أفعال خاصة بهم.

يتكون الكتاب من قسمين رئيسين: الأول: عبارة عن توطئة المترجم يستعرض فيها المترجم رؤيته حول فلسفة الكاتب بشكل عام، والثاني: هو مضمون الكتاب الذي يتكون من خمسة فصول.

الفصل الأول المعنون بـ “منطق السلطة”: يعرض أشكال السلطة وعملياتها ومكوناتها وعلاقاتها بمفاهيم أخرى مثل الحرية والإكراه وغيرهما.

أما الفصل الثاني، فتحت عنوان “البنية الدلالية للسلطة”: يعرض لأبرز البنى التكوينية التي تشكل مفهوم السلطة وتطوره.

أما الفصل الثالث بعنوان “ميتافيزيقيا السلطة”: فيركز على الظواهر التي تتعلق بما وراء مفهوم السلطة وتأثيرها.

أما الفصل الرابع بعنوان “سياسات السلطة”: فيميز فيه الكاتب بين أنواع السيادة الرسمية والسياسية في المجتمع، وكذلك بين السلطة وفعاليتها.

أما الفصل الخامس والأخير فبعنوان “أخلاقيات السلطة”: إذ يناقش الإشكاليات التي تتعلق بمدى ارتباط المفهوم السياسي للسلطة بالاعتبارات الأخلاقية.

حمل الدراسة