إعداد: أ. هدير حسين سرحان

تمثل التغيرات السلبية للمناخ التحدي الأكثر تعقيدًا في العصر الحالي؛ لذلك يتطلب الأمر تنسيقًا واستجابةً استباقية وشاملة، وتُظهر الأدلة أن تعزيز المساواة بين الجنسين يمكن أن يؤدي إلى تبني حلول أكثر عدالة واستدامة في مواجهة تغير المناخ.

فوفقًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لا تعد تأثيرات تغير المناخ محايدةً بين الجنسين؛ فقد أظهرت بعض الدراسات وجود روابط قوية بين الكوارث المرتبطة بالمناخ ووفيات الإناث، حيث تزيد احتمالية وفاة النساء خلال الكوارث أكثر من 14 مرة من الرجال سواء بطريق مباشر أو غير مباشر.

كما يؤدي تغير المناخ إلى تدهور الأراضي والموارد الطبيعية وتقليص الإنتاج الزراعي في أنحاء العالم كله. وكثيرًا ما تكون المرأة عرضة لانعدام الأمن الغذائي بسبب احتياجاتها الغذائية في أثناء فترة الحمل والرضاعة. كما يمكن أن تؤدي الآثار الضارة لتغيُّر المناخ إلى استنزاف الموارد وتدمير البنية التحتية، وهو ما يزيد من البطالة ومن حدة الاختلالات بين الجنسين في العمل.

ونتيجةً اجتماعيةً غير مباشرة للتغيرات السلبية بالمناخ، فقد ازداد العنف القائم على النوع الاجتماعي داخل الأسر في بعض البلدان النامية بسبب ازدياد الإجهاد والتوتر. فيمكن أن يؤدي الضغط الاقتصادي الناجم عن الكوارث المناخية إلى تزايد حالات زواج الأطفال والزواج القسري.

وكما نرى فإنه يوجد ارتباط قوي بين عدم المساواة بين الجنسين وتغير المناخ؛ فغياب المساواة بين الجنسين يزيد من مخاطر تغير المناخ على النساء في الوقت نفسه؛ لذلك من المهم أخذ عامل النوع الاجتماعي في الاعتبار عند تصميم وتنفيذ إستراتيجيات للتكيف مع تغير المناخ، وهو ما يفسر ازدياد اهتمام الناشطات النِّسْوِيات بموضوع النوع الاجتماعي والمساواة الجنسانية.

وهذا ما فعلته الكاتبة في هذا الكتاب من عرض وافٍ لدور الناشطات النِّسْوِيات في إدراج النوع الاجتماعي في الاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ.

حمل الدراسة