ترجمة: أسماء عبد الحميد البربري
مراجعة الترجمة: منة التلاوي
تُعَدُّ النفقات العسكرية وعدد أفراد الخدمة العسكرية السِّمَتَيْنِ الأبرز عند مقارنة القوى العسكرية الوطنية. ورغم ذلك، يظل السؤال المطروح هو: إلى أي مدى تعكس هاتين السمتين العالم الحقيقي؟
ويهدف هذا التقرير إلى تقديم الإجابة؛ بالاستعانة ببيانات الصراع بين القوى العظمى في المئة والستين عامًا الأخيرة، والاستفادة من العلاقات التبادلية بين بيانات الحرب؛ لتسليط الضوء على ضبابية العلاقة -على أقل تقدير- بين نفقات القوى العسكرية قبل الحرب والقوة العددية للجيوش من ناحية، ونتائج الحرب من ناحية أخرى. حيث لمْ تَفُزِ الدول ذات النفقات العسكرية المرتفعة إلا في ستة صراعات من أصل تسعة، وفازت الدولة ذات الجيش الأفضل من حيث القوة العددية بأربع فقط من هذه الحروب. كما استدل التقرير بحالة الحرب الفرنسية- البروسية؛ لتوضيح أن التفوق في كلا الاتجاهين ليس بوسعه ضمان الحماية الآمنة من الهزيمة الساحقة، فضلًا عن ضمان النصر كذلك.
وتنبع القوة العسكرية لبلد ما من مدى قدرتها على التكيف بفاعلية مع واقع الحروب الحديثة، وهو الأمر الذي لا يمكن ضمانه بالحشد الهائل للجنود، ولا بالنفقات العسكرية المرتفعة.
إن توازن القوى العسكرية لهو أحد أهم مقومات التوازن العام للقوى، إن لم يكنْ أهمها. ومع ذلك، لا تزال معضلة كيفية تقدير هذا التوازن بحاجة إلى حلٍّ. فعندما تكون القوى في حالة حرب، يكون هذا التوازن مرئيًّا جليًّا، في حين تمثل تقديرات وقت السلم مسألة شائكة. ويمكن إنتاج النماذج المفصلة، ويمكن للعلماء والمتخصصين الاستعانة بهذه النماذج. ولكن يميل بعض الدارسين إلى الاستعانة بتقديرات أسهل من تلك المستخلصة من البيانات الواقعية المتاحة.
ويسعنا القول بأن التقديرات الأكثر تأثيرًا هي البيانات المستنبَطة من النفقات العسكرية، ومن القوى العددية للقوات المسلحة. وتضع هذه البيانات مبادئ توجيهية للسياسة العامة في كثير من الأحيان، وهي ما توضحه هذه الدراسة.
Leave A Comment