إعداد: آلاء رجب سلطان

ظهر مصطلح الإثنوجرافي Ethnography، كأحد التطبيقات المهمة لعلم الأنثروبولوجيا Anthropology، وهو يعُنى بتقديم وصف وتحليل للثقافات، في إطار المفاهيم والتصورات لدى الأفراد ذاتهم، ويؤكد على أن الأفراد والشعوب يختلفون فيما بينهم وفقًا للمعايير والأسس التي يصنفون على أساسها مفاهيمهم واتجاهاتهم.

وتهدف الدراسات المرتبطة بهذا المصطلح -كونها عمليات بحثية ومنهجية- إلى دراسة الثقافات الخاصة بأفراد أو مجتمعات معينة ووصفها، ورصد النظم السائدة من عادات، وتقاليد، ومعتقدات، وأساليب معيشية، ونشاط إنتاجي.

وعادة ما تنشأ الدراسات الإثنوجرافية من خلال منهج يتضمن جمع العديد من المتغيرات، ومعايشة المجتمع المستهدف فترة من الزمن في وضع طبيعي، ويُستخدم في ذلك بعض أساليب البحث الإثنوجرافي؛ مثل: الملاحظة بالمشاركة، وسجل الأداء، والزيارات الميدانية، واستمارات الاستقصاء.

فمثلًا الملاحظة بالمشاركة ترتكز على إجراء بحث ميداني عن الأشخاص والثقافات موضع الدراسة، بغرض تكوين وعي حسي بنماذج تلك الثقافة وأنماطها، ويتم ذلك من خلال إجراء استقصاء وتحليل لما يفعله الأفراد، وما يقولونه عن أفعالهم، وما يستخدمونه من منتجات وصناعات في أداء تلك الأعمال، وإبراز السياقات والظروف المرتبطة بذلك.

من هنا، يهتم البحث بعرض تصور واسع المدى عن الإثنوجرافيا كعلم من علوم الاجتماع، بدءًا من نشأته من علم الأنثروبولوجيا (علم الإنسان)، مرورًا بمراحل تطوره، وانتهاءً باستخدامه كأداة بحثية تساعد على تقديم مورد معلوماتي أقرب للواقع الفعلي، والاستفادة من هذه المعلومات في البحوث العلمية بمختلف المجالات.

وعليه؛ تنقسم الدراسة إلى محاور ثلاث: أولها يقدم المدخل المعرفي والتاريخي للإثنوجرافيا، وثانيها: يتعرض للاتجاهات النظرية والبحثية في الدراسات الإثنوجرافية، وثالثها: يقف على خطوات البحث الإثنوجرافي عمليًّا.

ويمكن تمثُّل أهم النتائج في أن الدراسة الحقلية ركيزة أساسية لأي دراسة إثنوجرافية، كما يوجد تناقض بين ما يفعله الناس وبين ما يقولون بأنهم يفعلونه؛ لذلك يلزم التركيز على الجوانب الظاهرية والباطنية للفعل الواحد.

حمل الدراسة