إعداد: ستيوارت إن سوروكا، دومينيك أ. ستيكولا، كريستوفر وليزين

ترجمة: عمر عبد الرازق

ثمة جمع معتبر من الحقائق، يُبرز الأهمية السياسية للأوضاع الاقتصادية؛ فيُظهِر كثير من الكتابات الرابط بين الأوضاع الاقتصادية وتصرفات السياسة الحكومية واختيارات الإنفاق العام.

كذلك تبحث دراسات متعددة درجة اتباع دعم الحكومات والقادة للاتجاهات الاقتصادية، في حين تركز دراسات أخرى على الأوضاع الاقتصادية وتقييمات أداء الحكومة/الرئاسة والتصويت، وأيضًا تستخدم دراسات أخرى ذات صلة متغيرات اقتصادية مفتاحية للتنبؤ بنتائج الانتخابات على سبيل المثال.

ورغم ذلك لم تحظَ علاقة التأثير بين التغيرات في مستويات الاقتصاد المستقبلي مقابل الاقتصاد الحالي والماضي إلا باهتمام ضئيل من الدراسات التي تركز على المحتوى الإعلامي، على الرغم من أن الطرق التي تسجل بها وسائل الإعلام المعلومات الاقتصادية وتتناقلها قد توفر لنا زوايا للنظر تُزيد من فهمنا للسلوك السياسي وهو أحد أهدافنا هنا، هذا إلى جانب فهم أعمق للطرق التي يصير فيها الاقتصاد أخبارًا، وأن نرى ما إذا كان المحتوى الإعلامي يعكس السلوك السياسي الحالي وتبعاته، وهل يساعدنا في تفسيرهما.

تبدأ هذه الورقة بمراجعة للكتابات السابقة عن العلاقة بين الاقتصاد والأخبار الاقتصادية والتصورات العامة، ثم سنعرض بياناتنا ونحللها، وهي عبارة عن نتائج تحليل المحتوى التي نبعت مما يقارب ثلاثين ألف قصة خبرية خلال 20 عامًا في الولايات المتحدة، هذا إلى جانب مقاييس للاقتصاد والشعور الاقتصادي العام، إذ نستكشف العلاقة بين المحتوى الإعلامي والاقتصاد، ثم ننتقل إلى التوجهات الإجمالية للرأي العام.

كما نوضح على نحو خاص مدى تأثر الجهات الإخبارية ودوائر وسائل الإعلام بالتغيرات قصيرة الأمد على حساب المستويات طويلة الأمد للمؤشرات الاقتصادية، كذلك نوضح أن الإعلام والجمهور يتجاوبان باهتمام كبير مع ما يتجه إليه الاقتصاد في المستقبل؛ مثل: التجاوب مع ماضي الاقتصاد وحاضره، وكما سنرى فلذلك عواقبه في كثير من الأحيان إذ ينعكس على التقييمات العامة للاقتصاد، التي تؤثر بدورها في التغطية الإعلامية، ونعتقد هنا أن كل ما سبق مهم كأهمية الاقتصاد للسلوك السياسي.

حمل الدراسة