إعداد: سيافاش أسدي، طاهرة هوشانغي
ترجمة: د. بدر مصطفى
في الوقت الذي تتعرض فيه هوية المرأة إلى الحيرة والتخبط بين معطيات العصر وقيم الحداثة وبين مبادئ الإسلام وقيمه وهويته، تحاول الدراسة التعاطي مع سؤالين هما: ما الموضوعات التي قد تخلق تعارضًا بين مظاهر الحداثة وقيم الإسلام فيما يخص تشكيل هوية المرأة المسلمة المعاصرة حتى ولو كان هذا التعارض تعارضًا محتملًا؟ وما الحلول التي يمكن تقديمها للحد من هذه التعارضات؟ وتشير الدراسة إلى أن مفهوم الهوية ذاته كان أبسط فيما مضى عما هو عليه في النظريات الحديثة، ونتيجة طبيعية لذلك، فقد كان لدى المرأة تصورًا أوضح وأعمق لهويتها وحقوقها وواجباتها كذلك.
وللإجابة عن التساؤلات المطروحة تبدأ الدراسة في الرجوع إلى العصر الأول للإسلام في مواجهة الجاهلية التي أحاطت بالمجتمع قبل وجوده؛ لدراسة الوضع دراسة جندرية في مجتمع ذكوري أحط من قيمة المرأة وحصر حضورها في جانب واحد مستقى من نظرة جنسية صريحة، ثم جاء الإسلام ليخرق هذه المعايير ويعطي المرأة مساحة حقوقية غريبة تمامًا عن قيم المجتمع الجاهلي، ويمكن توصيف ما حدث منذ البعثة حتى وفاة النبي بإعادة تشكيل هوية المرأة العربية.
ولما كانت حقوق المرء جزءًا يشكل هويته؛ فسلب الحقوق يهمش الهوية ويمحيها، ودعم الحقوق يدعم الهوية ويقويها، تنظر المرأة في حقوقها التي شكلت إشكالية وتعارضًا بين ما كفله الإسلام وما نادى به أنصار النسوية والمفكرون الغربيون، وهذه الحقوق هي حق الميراث والطلاق وحضانة الأطفال.
ثم تتطرق الدراسة إلى الدور الاجتماعي للمرأة في المجتمع؛ حيث كفل الإسلام حق التعليم للمرأة، بل وخصها النبي بأيام معينة لتعليمها وكان لأسرته دور هائل في تعليم النساء وتفقيههن، ثم تثير دعوة المفكرين الغربيين بشأن الحجاب والنظر إليه باعتباره مانع للمرأة عن ممارسة بعض الأنشطة المجتمعية، فتطرح الدراسة سؤالًا عما إذا كان الحجاب فرضًا دينيًا أم عادة ثقافية؟ وإن كان ملزمًا، فما حدوده؟ ثم تطرح إشكالية أخرى تخص علاقة المرأة بالرجال من غير محارمها وحدود الاختلاط المسموح به، أو ما إذا كان الاختلاط ذاته مسموحًا به من الأساس، ثم ترصد الدراسة إشكالية التعارض بين الحفاظ على مشاعر المرأة وحالتها العاطفية والإقرار بحق الرجل في تعدد الزوجات وقوامة الرجل عليها.
وفي النهاية تحاول الدراسة تقديم حلول لهذه التعارضات، وتقدم ثلاث مقاربات ممكنة للحد من هذا الصراع، أول هذه المقاربات هي التركيز على حقوق المرأة بدلًا من التزاماتها والنظر إلي الحقوق في إطار النظرة الكلية لمصفوفة القيم الإسلامية، والنظر إلي التشريع المفرد كحلقة في سلسلة أكبر، والمقاربة الثانية هي مقاربة الحد الأدنى من التغيير، ومفادها إمكانية إحداث تغيير بالمبادئ المتعلقة بالبيئة والثقافة العربية في عصر النبي، وثالث المقاربات هي مقاربة التغيير الأقصى، تقترح هذه المقاربة الفصل بين قواعد العبادات التي لا يمكن تغييرها، وقواعد المعاملات التي تختلف وفقًا لاختلاف الزمن وأنه من الممكن وضع قواعد بديلة عن القواعد التقليدية المتعلقة بثقافة المجتمع.
مترجم عن اللغة الإنجليزية
Leave A Comment