إعداد: سيري لامورو – تيم سوريو
ترجمة: منة التلاوي
تبحث هذه الدراسة في دور الإعلام الرقمي في إنتاج المعرفة، والشرعية، والسلطة في السودان خلال العقد الأخير، مع التركيز على تأثير التعبئة الرقمية على شرعية الدولة.
في هذا الصدد تثير الدراسة عدة تساؤلات حول العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي والاحتجاجات، متجاوزة التصورات الحتمية التي ترى التكنولوجيا عاملًا حاسمًا في التغيير السياسي.
كما تستكشف الدراسة كيف استخدمت الحكومة السودانية التقنيات الرقمية لتعزيز سيطرتها، عبر تطوير أدوات المراقبة والرقابة، وتوظيف خطاب أخلاقي لمواجهة المعارضة الرقمية، في محاولة لإضفاء الشرعية على سياساتها.
تعتمد الدراسة على مقابلات وتحليلات تقنية أُجريت بين عامي 2011 و2015م، إلى جانب دراسة حالة لمبادرة “نفير”، التي برزت كحركة شعبية استغلت الإعلام الرقمي بفعالية في إغاثة منكوبي الفيضانات عام 2013م. تُظهر تجربة “نفير” كيف يمكن للرقمنة أن تعيد تشكيل التفاعل الاجتماعي والسياسي، حيث تمكنت من تجاوز القمع الرقمي عبر شبكات موثوقة من المتطوعين والتقنيين، وهو ما شكَّل تحديًا لاحتكار الدولة للمعرفة والشرعية.
من الأسئلة البحثية الأساسية في هذه الدراسة: كيف تؤثر التقنيات الرقمية على توازن القوى بين الدولة والمجتمع؟ وكيف يوظف النظام السوداني الإعلام الرقمي كأداة للرقابة والسيطرة؟ وإلى أي مدى يمكن للحركات الرقمية أن تقوض شرعية الدولة؟
تخلص الدراسة إلى أن العلاقة بين الإعلام الرقمي والسلطة ليست خطية أو حتمية، بل تعتمد على كيفية توظيف الأدوات الرقمية ضمن شبكات اجتماعية وسياسية، كما تؤكد الدراسة أن الفاعلية الرقمية لا تتوقف عند مستوى الأدوات التقنية، بل تمتد إلى إستراتيجيات التنظيم والتعبئة، ما يجعل الشرعية عملية مستمرة من التفاوض والمقاومة، وليست وضعًا ثابتًا.
Leave A Comment